زيارة أمين عام تيار المستقبل الشيخ أحمد الحريري مقر اتحاد بلديات الضنية الجديد
زار الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يرافقه منسق التيار في الضنية نظيم الحايك وأعضاء المنسقية مقر إتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون، وكان في استقباله رئيس الإتحاد محمد سعدية ورؤساء البلديات الأعضاء.
سعدية
بعد جولة في مبنى الإتحاد، عقدت جلسة موسعة في القاعة الكبرى، إستهلها سعدية بالترحيب بالحريري، وقال: "نحاول تطبيق مبادىء التنمية المستدامة في الضنية، ونحن من الأاوائل في لبنان في هذا المجال، كما نحضر لعقد مؤتمر موسع سوف نعقده الصيف المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، إضافة إلى مؤتمر منظمة إتحاد المدن المتوسطية للثقافة والتراث الذي ستعقد الجمعية العمومية للمنظمة مؤتمرها السنوي المقبل في الضنية، بالتعاون مع الإتحاد الاوروبي، الذي يعتبر من أكثر الجهات التي تساعدنا"، مضيفاً: "اللقاء اليوم يأتي من ضمن سلسلة زيارات دائمة ومستمرة، كانت وستبقى، وإن شاء الله سنناقش بقية الأمور الإنمائية لاحقاً".
وتطرق سعدية إلى موضوع إنشاء محمية غابة اللزاب في الضنية، فأشار إلى أن "عقبات أساسية تعترض إقرارها، والمشروع مجمد في مجلس النواب منذ قرابة ثلاث سنوات، وهو سيوفر قرابة 450 فرصة عمل في حال إقراره، وللأسف في مناطق أخرى فإن هكذا مشروع يوجد ويتم إقراره بمجرد الطلب".
وقال سعدية: "يهمنا أن لا نبقى نقول إن الضنية محرومة، بل نحب أن نطور واقعها، وأن نشتغل ونسعى وننفذ مشاريع فيها، من البنى التحتية إلى البنى الفوقية، لأن هناك سلسلة طويلة من المشاريع نسعى لتحقيقها من أجل تنمية مناطقنا".
وأضاف: "نحن مقبلون على إنتخابات نيابية، والبعض بدأ يرفع السقف في المواقف والخطابات، وهنا أسأل مع محبتي لكل الناس: لماذا عندنا فقط في مناطقنا نرفع الوتيرة ونحرض على بعضنا؟ هذا أمر أتحدث فيه مع كل الفرقاء وفي كل الأماكن، لذلك أقول دائماً إرحمونا وخافوا الله فينا. إلى أين ستصلوا بنا إلى أن نقتل بعضنا البعض؟ لا نريد الوصول إلى هذه المرحلة. في بقية المناطق يوجد تنافس سياسي، ولكن لا يوجد أحقاد، علينا الخروج منها".
الحريري
الحريري رد بكلمة قال فيها: "أحببنا أن نبدأ نهارنا من بوابة الضنية، لأنني أعتبر الإتحاد هو بوابتها، لأنه يشتغل لكل الضنية، ولا يشتغل فئوياً ولا يميز أحداً عن آخر، وعلى رأسه شخص حرّ برأيه، مستقل بقناعاته، ويعمل لمصلحة كل الضنية، ويسخر علاقاته وحضوره المؤتمرات الإقليمية والدولية من أجل مصلحة هذه المنطقة. لا شك الإستحقاق الإنتخابي هو محطة وليست نهاية المطاف، لأن تواصلنا بيننا وبينكم قائم إن كان عبر الإتحاد أو عبر البلديات بشكل منفرد، وليس سبب تواصلنا هو الإنتخابات، لأن الإنتخابات مرحلة تنافس يجب لا أن تحصل على أساس العائلية ولا المناطقية ولا الأحقاد. أصبحنا نزرع أحقاداً في ما بيننا في بعض الأماكن، من جانبنا كتيار مستقبل والشيخ سعد الحريري، خط رفيق الحريري لم يكن في حياته خط تربى أو ربى أحقاداً على أحد، برغم أن كثيرين الحقوا أذى بنا في المرحلة السابقة من التسعينات وحتى اليوم، ولكن أن تربي حقد معين على فئة معينة ليس ذلك من طبيعتنا، لأن الأحقاد لا توصل إلا إلى الخراب والفتنة، وكثير من الناس تعرضت لنا، إيجابياً أو سلبياً، من يشتغل يغلط، والغلط له طريقة للتصحيح، وعلينا أن نستفيد من أغلاطنا".
وأضاف: "التركيز على معركة الشمال تحديداً، هو لأنه أيجب أن تكون على برامج وأهداف سياسية وإجتماعية وإنمائية واضحة، وليس على شخصانيات، للأسف ما تزال الأمور الشخصانية تحكمنا، والأمور الضيقة نوسعها ونكبرها، وهذا أمر لا أقصد به أحداً، بل أبدأ به من نفسي قبل الآخرين".
وتابع: "المثال الذي يعطيه إتحاد بلديات الضنية في الشفافية مثلما شاهدنا على موقعه الإلكتروني، الذي يوجد عليه موازنات الإتحاد منذ عام 2005 حتى اليوم، ويوجد عليه الإجتماعات التي تنقل مباشرة على الموقع وعلى شاشة كبيرة خارج المبنى، هذا مثال على رؤية موضوعة تعطي مثالاً للجيل الجديد، وهذا شيء أساسي. الجيل السابق عاشر الحرب الأهلية، وجيلنا عاش حلم رفيق الحريري 15 سنة، واستيقظ منه ورجع إلى الواقع الذي عاشه جيل الحرب الأهلية، لأننا نعيش منذ 13 سنة "ميني" حرب أهلية، إذا لن تكن في الواقع فأقله في النفوس، ونشهد حروباً أهلية حولنا في المنطقة، في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لا نريد لأولادنا أن يعيشوا المأساة التي عشناها، ولا أن يأملوا بشيء ثم يفيقوا ولا يجدوه، بل أن يعيشوا أياماً أحلى من أيامنا، أصبحنا ندعو أن لا نعود إلى الوراء، وهذا كله مربوط بالنفس الطويل".
وقال: "المشاريع العامة الكبيرة ضرورية لكنها تستغرق وقتاً، أما المشاريع التي ندخل فيها إلى كل بلدية لتحسين واقعها، هي التي نقدر أن ننفذها إن كان عبر وزارة الأشغال أو المشاريع التي نفذت عبر المنحة الإماراتية والتي ستتجدد قريباً لمشاريع أخرى. إذا أردنا ان نبقى ننتظر الدولة مثل بقية المناطق سننتظر طويلاً، الأمر ليس بكبسة زر، ولكن هل يمكن القول إن واقع الطرقات وواقع بعض البنى التحتية قد بقيت على حالها مثلما كانت عام 2005، بالتأكيد أفضل بنسبة معقولة، وهناك شغل حصل في المنطقة، وهو شغل لا أدعي أننا نفذناه في المنطقة لوحدنا، كل الأطراف الموجودة في الضنية سعت له سياسياً أ وعبر إتحاد البلديات".
بعد ذلك ألقى بعض رؤساء البلديات مداخلات. زياد جمال رئيس بلدية بخعون لفت إلى أن "أهم مشروع بالنسبة للضنّية هو مشروع الصرف الصحي، وكنا قدّمناه ليكون على جدول أعمال جلسة الحكومة التي كان يفترض أن تعقد في طرابلس، لأن التلوث يحدث ضرراً بيئياً وصحياً كبيراً".
يوسف عمار ممثل بلدية بيت الفقس في الإتحاد أشار إلى أن "الإتحاد يحتاج إلى الدعم من أجل تنفيذ مشاريع في مناطقنا المحرومة"، بينما طلب نائب رئيس الإتحاد ورئيس بلدية كفرشلان ناصر الشامي من الحريري توضيحاً حول ما يثار من شائعات من أن "بعض البلديات عرض عليها مبالغ مالية تصل إلى 100 مليون ليرة لتنشق عن إتحاد بلديات الضنية وتنضم إلى إتحاد بلديات جرد الضنية"، وقد نفى الحريري صحّة هذه الشائعات.
وردا على السؤال قال الحريري:"نحن لا علاقة لنا بتقسيم اتحاد بلديات الضنية وإنشاء اتحاد بلديات جرد الضنية، لا من قريب او من بعيد، وانا تحدثت بذلك علنا، وانتم تعرفون من كان وراء قصة إيجاد اتحاد بلديات جرد الضنية".