الحريري من اتحاد بلديات الضنية: نحن إلى جانب بلديات المنطقة لرفع الحرمان عنها
زار الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري اتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون، حيث كان في استقباله، رئيس الاتحاد محمد سعدية وقائمقام المنية الضنية رولا البايع ورؤساء البلديات الاعضاء في الاتحاد.
الحريري
وعقد الحريري فور وصوله اجتماعا موسعا شكر في بدايته سعدية ورؤساء البلديات على استقباله، وقال: "هذه المنطقة حتى لو تشابكت ايدينا كلنا معا نبقى مقصرين حيالها انمائيا. لكن منذ 2005 وحتى اليوم، ظهرت بارقة تمثلت في ما قام به الرئيس سعد الحريري منذ 6 اشهر، بانقاذ البلد من الفراغ. انما نحن نعيش اليوم شبح ازمة سياسية جديدة تحت عنوان قانون الانتخابات، واذا ما كانت الانتخابات ستحصل ام لا، وازمة الفراغ، والرئيس الحريري يحاول جاهدا اخراج البلد من هذه الازمة عبر اقرار قانون انتخابي جديد، وقد شكل مجلس الوزراء لجنة لهذه الغاية".
واضاف: "بالنسبة لنا كفريق سياسي اساسي، فاننا لن نعمل قانونا يأتي على حسابنا فقط، هذا غير منطقي ونقوله علنا، وهو حقنا مثلما هو حق غيرنا. لكن تطرح بالمقابل قوانين انتخابية تنزل بالباراشوت، لا تشبه البلد ولا ناسه ولا اهله وقيمه ومكوناته المكون منها، فلن يمشي الحال. تطرح افكار انتخابية يمينا ويسارا، لكن علينا ان نعرف انه يوجد في البلد معجزة هي الاستقرار الامني الذي يجب علينا الحفاظ عليه، بينما بعض الدول التي من حولنا في المنطقة مشتعلة، وبعضها كان لها دور مباشر او غير مباشر في اشعال الحرب الاهلية في لبنان، واليوم عندها حروب داخلية تفتتها، وتخلق واقعا جديدا من الفوضى وعدم الاستقرار لا يستفيد منه احد".
وتابع: "في لبنان كان قرار الرئيس سعد الحريري هو انه يمكن ان نبقى منقسمين حول موضوع سوريا، ومواضيع استراتيجة داخلية مثل سلاح حزب الله الذي اصبح اقليميا، ومن زاوية اخرى يمكن ان نبقي هذه المواضيع جانبا، لاننا لا نؤثر فيها. فنحن لا نؤثر في الازمة السورية، ولا مشاركة حزب الله فيها، وكذلك دول كبيرة مثل ايران وروسيا التي دخلت الحرب السورية منذ سنة ونصف تقريبا، بل زادت هذه التدخلات الوضع تعقيدا في سوريا، فكيف يستطيع لبنان المنقسم على نفسه ان يؤثر في الوضع السوري؟ لذلك قلنا لنبقى منقسمين حول اراءنا، لا انا اذهب الى الطرف الاخر ولا هو ياتي إليّ، ونستطيع تجميد خلافاتنا ولا نعكر صفو البلد حتى نمنع نقل الحرب السورية الى لبنان، من اجل مصلحة البلد العليا، ونضع ما نتفق عليه موضع التنقيذ، وهذا ما حصل منذ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، والحفاظ على الاستقرار الواقعي الذي نعيشه، لاننا لا نعيش في لبنان في جزيرة معزولة".
وقال: "نرى اليوم ان الحكومة انجزت الموازنة العامة، بعدما بقينا في البلد منذ 12 عاما بلا موازنة، علما ان دولا كبيرة عندما لا تقر موازانتها سنويا تتعطل، وخصوصا قطاعات النقل العام والمتاحف، لكننا في لبنان مشينا على القطعة، حتى لا نعطل البلد فوق التعطيل السابق، ومن ضمن الموازنة اقرت زيادة موازانات وزارات خدماتية مثل وزارة الاشغال التي ستأخذ موازنة هامة".
واضاف: "هذه المنطقة لم تر زفتا منذ 12 عاما، وطرقاتها لم تتحسن بل عادت الى الوراء، لكن اليوم بالتعاون مع وزير الاشغال يوسف فنيانوس وبتوجيهات من الرئيس الحريري، فقد حضرنا ملفات لكل البلديات، وهي ملفات اما درست او قيد الدرس، وهذه المشاريع كانت خارج مشروع الموازنة المنجز".
وختم: "نحن مستعدون لاي خدمة من اجل تسهيل امور المواطنين في ادارات الدولة، او في اي وزارة، ولا منة لنا في ذلك، بل من واجبنا تجاه منطقة صبرت على الدولة، ليس منذ 12 عاما بل منذ الاستقلال، وكل ما سنقدمه لها سنكون فيه متأخرين عن تأمين الاكتفاء الذاتي الذي يفترض ان نوفره للمنطقة، من حاجات وانماء".
وردا على سؤال حول زيارته الى اتحاد بلديات الضنية، وهي الاولى له، قال الحريري: "العلاقة بيننا وبين الرئيس سعدية قديمة وتعود الى ايام الوالدة، وعندما يكون هناك رئيس مثل سعدية فانه يسهل عليه وعلينا العمل، لان ملفه دائما يكون جاهزا. اما علاقات اتحاد البلديات الدولية فهي مميزة و ملحوظة، وهناك اموال كبيرة تصرف من قبل المانحين في لبنان، ولكن هذه الاموال لا تصرف عبر مشاريع تلبي حاجات الناس لانها تنفذ بلا دراسات وخطط. ونحن نعتبر هذه الزيارة للاتحاد واجب علينا تجاه اتحاد البلديات، وبسبب معاناتهم مع حاجات المواطنين علينا ان نقف الى جانبهم".
وردا على سؤال اخر حول ما اذا كان تيار المستقبل سيستكمل انفتاحه على الساحة السنية بعد انفتاحه على التيار الوطني الحر وحزب الله، قال: "حتى الان لا قرار حول ذلك. لكن حسب السياسة العامة التي ننتهجها فان التحالفات العامة هي لمصلحة البلد، اما التحالفات على ساحتنا الخاصة، شمالا وبقاعا وجنوبا، فان لها قراءة مختلفة عن الانفتاح السياسي العام. في التحالفات العامة انا لا اقول للاخر ان يمشي مع ثوابتي، والاخر لا يطلب مني ان امشي بثوابته، اما على ساحتنا فأي احد مستعد للمشي بثوابتنا فنحن مستعدون ليس لان نفتح له الابواب فقط، بل القلوب والصدور. لكن لا يمكن ان نذهب ونتحالف مع ثوابت الاخرين، لاننا لن نتخلى عن ثوابتنا داخل الصف الواحد".
البايع
اما القائمقام البايع فلفتت الى "دور البلديات الايجابي في مجال التنمية، وفي تنفيذ مشاريع صغيرة لكنها حيوية وملحة للبلدات والقرى في الضنية، التي تحتاج بإلحاح الى مشاريع بنى تحتية وانتاجية، من شانها ان تؤمن للشباب فرص عمل، وان تحفظهم من البطالة التي يعانون منها".
سعدية
بدوره، وبعدما رحب سعدية بالحريري وبـ"الدور الوطني الذي يمثله"، قال: "لقد خرجنا الى المجتمع الدولي بسبب ضعف امكانات الدولة اللبنانية، وقد عقدنا اتفاقات مع جهات خارجية مانحة عديدة في اوروبا واميركا اللاتينية، وحصلنا منها على تمويل لبعض مشاريعنا، وانجزنا دراسات ومنها الدراسة الاستراتيجية حول منطقة الضنية عام 2012، التي اصبحت مرجعا لنا ولكل الجهات المعنية داخل لبنان وخارجه، وكانت مفتاحا لنا في العلاقات الخارجية".
واشار سعدية الى ان "تاخر الاتحاد في تنفيذ المشاريع التنموية في الضنية كان بسبب الخلافات السياسية فيها، ولاننا كنا مغيبين بالكامل عن خارطة الدولة الانمائية، لان اغلب مشاريع المنطقة جرى تمويلها خارجيا وبجهود ومساعي شخصية، وقد اثمرت هذه الجهود اننا حصلنا على شهادة في الشفافية هي الاولى في لبنان والشرق الاوسط، ونحن ندعو الى التعاون لما فيه خير ومصلحة المنطقة ولبنان".
وعدد سعدية المشاريع الملحة التي تحتاجه المنطقة، وابرزها الصرف الصحي، ومياه الشرب، والطرقات والمدارس، الي تحتاج الى تمويل لتنفيذها".
وسلم سعدية الحريري كتابا موجها الى الرئس الحريري يتضمن ابرز المشاريع الملحة التي تحتاجها الضنية، وتضمنت التالي:
• انشاء شبكة للصرف الصحي في المنطقة خصوصاً ان منطقة الضنية تكاد تكون من بين المناطق المتبقية دون شبكات علماً أن الدراسة أصبحت متوفرة وموجودة بكل تفاصيلها لدى مجلس الانماء والاعمار والمعدّة من قبل مكتب المهندس ناجي قربان مع الخرائط والاحداثيات والاحصاءات المطلوبة
• طريق زغرتا كفرحبو عبر منطقة حريق زغرتا ودنحة وهذه الطريق حيوية جداً وأهم طريق للضنية مستقبلاً
• الاسراع بتنفيذ الاوتستراد العربي لأنه يؤمن مدخلاً جديداً للضنية عبر الطريق الدائري لطرابلس
• استكمال طريق المنية الضنية من منطقة عزقي الى الطريق العام في كفرشلان ليخدم المنطقة ويصل بين طرفي القضاء
• انشاء طريق اوتستراد من طرابلس باتجاه الضنية
• توليد الطاقة على المياه من خلال انشاء بحيرات وسدود طبيعية المنطقة تخدمها وتكون مركز تشجيع السياحة وخصوصاً السياحة البيئية
• امكانية فتح فروع للجامعة اللبنانية في المنطقة
• تحويرة مراح السراج – بخعون - سير
• تأمين تمويل انشاء مسلخ للمنطقة خصوصاً أن الأراضي مؤمنة وحيث أنه لا يوجد في كل المنطقة مسلخاً وأنها منطقة اصطياف بامتياز.
• العمل لدى مجلس النواب على اقرار مرسوم انشاء محمية لزاب الضنية والتي تعتبر من أهم المحميات في لبنان خصوصاً أننا في الاتحاد نعمل على هذا المشروع منذ أكثر من 13 سنة وأنه استكمل جميع الدراسات المطلوبة وتمّت الموافقة عليه من وزارة البيئة بتاريخ 5-3-2013 ومن رئاسة مجلس الوزراء بموجب المرسوم رقم 92 تاريخ 3-3-2014
• استكمال وتأهيل شبكات مياه الشفة وشبكات مياه الريّ في المنطقة بعد انجاز القسم الكبير منها وتأمين الوصلات اللازمة
• تأمين صيانة سدّ بريصا واستكماله خصوصاً أن دراسة صيانته موجودة لدى مجلس الانماء والاعمار
• تأمين مياه الشفة للقرى المحرومة عبر آبار ارتوازية وهي على سبيل المثال لا الحصر: ايزال – الحروف – ديرنبوح – كفربنين – بيت الفقس – السفيرة وبطرماز
• اعتماد الخطة الاستراتيجية لإنماء المنطقة
• اهتمام وزارة السياحة بالمنطقة ووضعها على جدول نشاطاتها.
• استكمال الطرقات المستملكة والمشاريع المقررة.
وقدم رؤساء بلديات مداخلات خلال الاجتماع إذ لفت رئيس بلدية بخعون زياد جمال إلى ان أزمة المياه في الضنية مرتبطة بإنجاز سد بريصا، و أكد ممثل بلدية السفيرة في الاتحاد حسن هرموش على ضرورة المحافظة على وحدة المؤسسات في الضنية، وعلى رأسها اتحاد البلديات ورابطة المخاتير.
ثم انتقل الحريري الى مقر بلدية بخعون المجاور لمقر الاتحاد، حيث كان في استقباله رئيس بلدية بخعون زياد جمال.