خلية أزمة اتحاد بلديات الضنية: تدابير التعبئة العامة أتت من منحى صحي بحت مفتقدة للبعد المعيشي
عقدت خلية أزمة متابعة فيروس كورونا في الضنية اجتماعا في مقر إتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون، حضره قائمقام قضاء المنية - الضنية رولا البايع، طبيب القضاء الدكتورة بسمة شعراني، رئيس الإتحاد محمد سعدية، رؤساء بلديات، ممثلون عن الجيش اللبناني والقوى الأمنية والصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية الإسلامية ومنسقو لجان خلية الأزمة.
سعدية
وألقى سعدية كلمة خلال الإجتماع قال فيها: "كأنه لم يكن يكفي منطقة الضنية ما تمر به من ضائقة خانقة تفاقمت عبر السنوات الماضية، حيث كانت بالأساس تتربع على عرش المناطق الأكثر فقرا في لبنان، قبل أن تعاني من أزمة النزوح السوري التي قضت على ما تبقى من قطاعها السياحي وقطاع الخدمات والبنى التحتية شبه الموجودة فيها، وفاقمت من أزمة البطالة ونسب النزوح والهجرة بين شبابها، ومؤخرا كان لها حصة كبيرة من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها وطننا الحبيب والتي فتكت بما تبقى من مصادر رزق لأبناء هذه المنطقة، وإذ بنا اليوم نواجه فيروس خطير تخطى إمكانيات الدول العظمى وأنهك قواها".
أضاف: "إن التدابير الوقائية التي اتخذها مجلس الوزراء للتصدي لهذه الأزمة، والتي تتمثل بالتعبئة العامة، أتت من منحى صحي بحت مفتقدة للبعد المعيشي ولمراعاة الوضع الإقتصادي الذي يعاني منه المواطنون وحالات الفقر والعوز المنتشرة بينهم. وأمام هذا الواقع المؤلم وأمام أهلنا في مناطق الضنية الطيبة كافة، لا بد لنا من أن نصرخ صرخة استغاثة لنقف، ولو لمرة، متكاتفين لكي نستطيع محاربة الجوع كما المرض، ولإسعاف الفئات العاجزة والمرهقة من أهلنا".
وتابع: "نحن نسمع أن هناك مساعدات تارة عبر الهيئة العليا للاغاثة، وطورا عبر وزارة الشؤون الإجتماعية، ومرات عبر وزارة الداخلية والبلديات، لكن نتمنى أن تأتي هذه المساعدات عبر المؤسسة العسكرية، المؤسسة الوحيدة الكفيلة لحقوق كل الناس من كافة الأطياف ومن كل الإنتماءات السياسية".
وقال: "نحن عائلة بشرية واحدة، فلنوقف كل أشكال الخصومة، والتفكير الضيق، وكل ما من شأنه التفرقة والتباعد، ولنكن يدا واحدة لمواجهة هذه الكارثة. أطلقنا شعار "نحن لا يوجد عندنا فريق، نحن نعمل مع فريق"، فريق واحد له هدف واحد، أن نبقى صامدين متضامنين من أجل مكافحة فيروس كورونا والحد من تفشيه وانتشاره. إننا نأمل من الجميع، سياسيين وميسورين وأصحاب همة، التعاون المطلق من أجل كفالة ورعاية من هم بحاجة إليهم، وأعتقد أنه آن الأوان للتضحية، وخير الناس أنفعهم للناس. كما نهيب بجميع الموجودين هنا، والحاضر يعلم الغائب، أننا بحاجة للعمل يدا واحدة ورفع الضرر الذي لا يقل خطره عن الكورونا، وهو خطر النفايات التي أغرقوا المنطقة بها. لذلك علينا جميعا بذل كل الجهود من أجل إعادة فتح مكب عدوة، كما أننا نطالب أيضا بالعمل على مراقبة مجاري الينابيع التي ترفد محطة كهرباء البارد والعمل على منعإالقاء النفايات فيها، تجنبا للأضرار التي قد تحصل وتؤدي إلى تعطيل محطة توليد الكهرباء".
أضاف: "قمنا في الإتحاد بتشكيل خلية لمواجهة أزمة فيروس كورونا، مشكلة من عدة لجان ويشرف عليها منسقون، مؤلفة كالتالي: رئيس الإتحاد (رئيسا)، رؤساء البلديات (أعضاء)، لجنة جهاز الطوارىء والإغاثة (المنسق لقمان جيدة)، لجنة أطباء متطوعين (المنسق علي قرة)، لجنة ممرضين (المنسق روعة فتفت)، لجنة متطوعي خدمات توصيل (المنسق بشار اسماعيل)، لجنة تدريب (المنسق سراء طراد)، لجنة مركز التواصل (المنسق محمد اسماعيل)، لجنة دعم شرطة الاتحاد (المنسق حسن يوسف)، لجنة الصحة والتعقيم (المنسق الرئيس ناصرالشامي)، لجنة الإعلام والتواصل (المنسق محمد هاشم)، لجنة الارشاد والتوجيه (المنسق د. محمد سلمى)، لجنة الداتا والاحصاء (المنسقان يونس ناصر ومحمود عبد الله)، لجنة المتابعة والمراقبة (المنسقان الرئيسان محمود ابراهيم ومحمد علوش)، لجنة الدعم اللوجستي (المنسق عبد الحميد كنج)، لجنة التواصل بين البلديات (المنسق مرعب القاضي)، والمنسق العام رئيس بلدية بخعون محمد يوسف، على ان يتابع رؤساء البلديات الخلايا في كل بلدية على حدة، وايداعها الى الاتحاد".
وختم: "إننا نشكر قيادة الجيش وجميع القوى الأمنية على التعاون، ووزارة الصحة العامة، والصليب الأحمر اللبناني وجهاز الطوارىء والإغاثة والمجتمع المدني، وكل الهيئات والجهات التي تسهر معنا 24/24، وطبعا كل تلك الجهود تكون بإشراف تام ودائم من قائمقام المنية - الضنية، من أجل تنفيذ مقررات مجلس الوزراء وقرارات وزارة الداخلية والبلديات، ضمن الخطة المرسومة".
البايع
بدورها، أشارت البايع الى أن "مسؤولية الحجر الصحي تقع على عاتق البلديات بمساعدة من المجتمع المدني والمتطوعين، من أجل حث المواطنين على الإلتزام بقراري الحجر الصحي ومنع التجول"، مشددة على "ضرورة التعاون والتنظيم والتدريب لمواجهة مخاطر إنتشار الفيروس على الأرض، واتخاذ الإحتياطات اللازمة كافة بهدف منع تفشيه مسبقا في المنطقة"، داعية إلى "التنسيق والتعاون مع المخاتير في القرى التي ليس فيها بلديات".
وقالت: "الظرف صعب جدا، وعلينا العمل بلا كلل وبلا ملل، والتعاون مع الجميع من أجل تخطي الأزمة بأقل قدر ممكن من الأضرار، وإعطاء المواطنين معنويات لمواجهة الأزمة وتخطيها، خصوصا أنها أزمة غير مسبوقة، لذلك نواجه صعوبات لتجاوزها، لكن بفضل تعاوننا وجهودنا قادرون على تخطيها، خصوصا أن قضاءنا يعتبر من بين الأقضية الأقل انتشارا للفيروس وتفشيا فيه، بفضل وعينا وجهودنا".
شعراني
أما شعراني فأكدت "ضرورة الحرص على سلامة الغذاء واتباع إجراءات السلامة العامة بهذا الخصوص، وخصوصا في السوبر ماركت ومحال السمانة، ومراقبة عملية الدخول إليها، منعا للازدحام والإحتكاك بين المواطنين"، مشددة على أن "البقاء في البيوت والتزام الحجر المنزلي هو الحل الوحيد لمواجهة الفيروس ومنع تفشيه"، مشيرة إلى أن وزارة الصحة "ستكشف على جميع مراكز الحجر الصحي في المنطقة، للتأكد من صلاحياتها وأنها جاهزة للاستعمال واستقبال المصابين بعوارض الفيروس".
ثم كانت مداخلات واستفسارات من الحضور.