حفل اختتام مشروع الارشاد الزراعي المنظم من قبل شبكة المدن المتوسطية
رعى وزير الزراعة عباس مرتضى ممثلاً برئيس مصلحة الزراعة في الشمال محمد إقبال زيادة حفل تخريج 50 متدرباً شاركوا في دورة الإرشاد الزراعي التي نظمتها #جمعية_شباب_الحوار في الضنية على مدى 18 يوماً في مقر إتحاد بلديات الضنية، من ضمن برنامج تعزيز الحكومات المحلية في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي تنظمه "#شبكة_المدن_المتوسطية" مع "مركز نقل المعرفة - الفيحاء"، بدعم من حكومة كاتالونيا الإسبانية، والوكالة الكاتالونية للتعاون التنموي ومنظمة برشلونة الحضرية واتحاد بلديات الضنية.
وحضر الحفل إلى جانب زيادة كلاً من قائمقام قضاء المنية ـ الضنية رولا البايع، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، مدير مركز نقل المعرفة في اتحاد بلديات الفيحاء عبد الله عبد الوهاب، ورؤساء بلديات والمشاركين في الدورة.
سعدية
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ألقتها عرّيفة الحفل منار عبيد، ثم ألقى سعدية كلمة وصف بها الدورة بـ"النشاط التنموي الجيد الذي نظمناه بالتعاون مع شركائنا في شبكة المدن المتوسطية، التي نفذنا معها مشاريع حيوية ومفيدة، ومنها هذه الدورة الإرشادية الهامة في مجال الزراعة، والتي تعتبر من أهم الدورات التي نظمت، وأشرف عليها مختصون يملكون خبرات مهمة في هذا المجال إستفاد منها بلا شك المشاركون في الدورة، من أجل تحسين أشغالهم وزيادة مردودهم، وهم أصبحوا الآن قادرين على صنع أدوية ومبيدات زراعية من مستحضرات منازلهم، تفيدهم في أعمالهم الزراعية".
ووعد سعدية بأنّه "سنكمل المشوار التنموي مع شركائنا في شبكة المدن المتوسطية وفي برشلونة، والعمل في منطقة متعطشة لأي معلومة مفيدة عن الزراعة، والإهتمام بهذا القطاع عبر خبراء وبطريقة علمية جيدة".
ولفت سعدية إلى أن إتحاد بلديات الضنية "يكون بهذا الحفل قد خرّج أكثر من 1700 متدرّب في مختلف المجالات، عبر دورات وورشات عمل"، مشيراً إلى أن الإتحاد "يقوم بتجهيز قاعة داخل مبنى الإتحاد تتسع لنحو 250 شخصاً سينتهي العمل بها في غضون شهر تقريباً، كما أنشأنا في مقر الإتحاد مركز الضنية للتنمية المستدامة ليكون بمثابة حاضنة لرجال الأعمال في المنطقة، بهدف تقديم الدعم لهم، وهو مفتوح بشكل مجاني أمامهم، لأن هذا المركز يضع التنمية على رأس أولوياته، كما أنشأنا مركزاً صحياً في مقر الإتحاد تحت إشراف جهاز صحي وطبي مميز يقدم خدماته للمواطنين على مدار الساعة".
كنال
ثم إلقى أمين عام شبكة المدن المتوسطية جوزاف كنال كلمة بثت مباشرة عبر شبكة الإنترنت، شكر فيها "الجهود التي بذلت لإنجاح هذه الدورة في لبنان، هذا البلد الذي يواجه مشاكل تفرض عليه تحديات جديدة، وهي تحديات تواجهها البلديات، خصوصاً لأنها الأقرب إلى قضايا ومشاكل الناس"، مشيراً إلى أن "التدريب في مجال الزراعة وغيره من المجالات هو الأقرب إلى حاجات الناس في منطقة الضنية، لأنه يسهم في تنشيط دورة الإقتصاد وتنمية القدرات وتأمين الإكتفاء الذاتي، من دون الإعتماد على الآخرين".
ونوه كنال "بالدورة والمتدربين مما يشجع على الإستمرار في إقامة هكذا نشاطات، بشكل يؤمن ضرورة الإستدامة في دعم القطاع الزراعي ليكون أكثر إنتاجية ومن أجل الحفاظ على الأرض عبر مشاريع ذاتية لا تحتاج إلى تمويلات كبيرة"، ومنوهاً "بالدور الذي يقوم به إتحاد بلدات الضنية ورئيسه في مجال التنمية المحلية"، ومعبراً عن أمله "زيارة لبنان في أقرب فرصة".
البايع
ثم القت البايع كلمة نوهت فيها "بدور اتحاد البلديات الذي يبقي ابوابه مفتوحة لاقامة مختلف النشاطات، ومنه هذا النشط المهم، خصوصا اننا نمر في ظروف سيئة ونحن نحتاج الى دعم الشباب للعمل في المجال الزراعي، ومن هنا ادعو وزارة الزراعة لمساعدة المزارعين في الحصول على الاسمدة والمبيدات والبذور وتقدم الخبرات الضرورية لهم، من اجل دعم بقاء المزارع اللبناني في ارضه، كما دعم الصناعيين ايضا، ليبقوا في هذا الوطن ويسهموا في انمائه والحفاظ على شبابنا بدل دفعهم الى الهجرة ومغادرة البلد".
واعتبر ت البايع أن "وجود عنصر شبابي بين المتدربين في هذا الدورة أمر يدعو للتفاؤل، ويدل أن هناك فئات تريد العمل والإنتاج وتخطي الصعوبات من أجل تطوير أنفسهم وبناء الوطن وعدم جعل اليأس يتحكم بهم".
ندة
ثم ألقى المتدرب خالد ندة كلمة المتدربين الخريجين، شكر فيها منظمو الدورة وكل "من سعى وساهم وعمل على إنجاح هذه الدورة المهمة والمعلومات المفيدة التي تعلمناها في منطقتنا المحرومة، علماً أنها منطقة ذات أرضية خصبة للزراعة، وفيها وفرة مياه من ينابيع وأنهار وعيون ولكن للأسف تهدر بدون فائدة"، آملاً أن "لا يكون هذا المشروع ختامياً في ظل المعاناة التي يعيشها القطاع الزراعي، خصوصاً في ظل تجاهل الدولة وتهميش المزارعين".
عون
ثم ألقت ممثلة جمعية شباب الحوار في الضنية ساندرا عون كلمة اشارت فيها الى ان "هذه الدورة امتدت على مدى ثمانية عشرة يوما، تدرب من خلالها 56 مزارعا على اساسيات العمل الزراعي والمشاكل التي يواجهونها وابرز الحلول، من خلال محاضرات نظرية تلاها تطبيق عملي على الارض، بالاضافة الى اساسيات التسويق الزراعي، واخيرا تم اطلاع المشاركين في الدورة على الزراعة الحضرية، وكيفية تفعيلها، والدور الاساسي الذي تلعبه السلطات المحلية في هذا المشروع".
زيادة
ثم ألقى رئيس مصلحة الزراعة في الشمال محمد إقبال زيادة كلمة راعي الحفل وزير الزراعة عباس مرتضى، قال فيها: "شرفني معالي الوزير وكلفني تمثيله في هذا الحفل، وذلك لعدم تمكنه من الحضور شخصياً بسبب إرتباطه المسبق بمواعيد أخرى. وها نحن اليوم نشهد إختتام مشروع دعم القطاع الزراعي في الضنية، المنطقة التي لطالما عانت من الحرمان على كافة الصعد، وهو يعد من أهم المشاريع الإرشادية والداعمة للمزارع في القرى والبلدات الضناوية، والتي تحيي القطاع الزراعي من جهة، وزيادة الإنتاج والتسويق من جهة أخرى".
وأضاف: "كلنا يعلم بأن الضنية من أهم المناطق التي تعتاش على الزراعة حيث تؤمن إحتياجات أهلها من المنتوجات ليكون المردود شبه الوحيد للمنطقة، ونحن اليوم في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان نتعلق بأصغر الآمال لدعم المواطن والحفاظ على استمرارية الإنتاج، لذا فإننا نعمل جاهدين لتسهيل إستصلاح الأراضي، وإنشاء البرك والسدود المائية وتأمين المواد الزراعية والحبوب اللازمة، لدعم المزارع في تخطي هذه الأزمة".
وتابع: "بهذه المناسبة أدعو جميع البلديات والإتحادات في لبنان إلى التعاون معنا كما فعل إتحاد بلديات الضنية لدعم المشاريع الزراعية، متعهدين دائماً على دعم المزارع وحماية هذا القطاع من الإنهيار والحفاظ على ثرواتنا النباتية والحيوانية والحرجية".
وقال: "لا يخفى على أحد الأزمة التي تمر بها البلاد وعلى كل الصعد، خصوصاً على الصعيد المالي والإقتصادي، وهذا ما جعل وزارتنا كما غيرها مقصرة بحق المزارع وتامين الدعم اللازم له. وهنا أؤكد لكم أنه بلقاء رئيس إتحاد بلديات الضنية مع معالي الوزير، فقد تم بحث كل سبل التعاون ضمن الممكن، وخصوصاً لجهة تأمين إنشاء مركز أبحاث ومختبر لتحليل التربة، ونتمنى أن ننجز هذا الوعد لهذه المنطقة المميزة في لبنان، كما أننا نشدد على أهمية التعاون بين الوزارات والبلديات واتحادات البلديات، بحيث أنه بتعاون جميع الأفرقاء نستطيع أن نجتاز هذه المرحلة الصعبة. وقريباً سيكون لمعالي وزير الزراعة زيارة لهذه المنطقة لتدشين بعض المشاريع المهمة التي تتعلق بالزراعة. وللتذكير، فإن جميع المواد المدعومة بما فيها العلف والمنتجات الزراعية فإنها تعود لوزارة الإقتصاد وليس لوزارة الزراعة".
وأضاف: "مبروك للخريجين في هذه الدورة، وأنا سعيد جداً لما سمعته منهم عن أهمية هذه الدورة والإستفادة منها".
وختم: "أهنئكم على هذه المبادرة القيمة ومشاركة المزارعين والمزارعات على أمل لقياكم في مشاريع أخرى مماثلة مكللة بالنجاح. وأتقدم هنا بكلمة شكر لشبكة المدن المتوسطية مع مركز نقل المعرفة ـ الفيحاء، الحكومة الكاتالونية، الوكالة الكاتالونية للتعاون التنموي ومنظمة برشلونة الحضرية وجميع الممولين للمشاريع التنموية والزراعية".
ثم جرى بعد ذلك توزيع الشهادات على المشاركين في الدورة، مع علبة زراعية على شكل هدية لهم، تتضمن بذوراً وأدوية ومبيدات زراعية ومنشور إرشادي.