جلسة نقاش للحد من خطر حرائق الغابات تنظمها جمعية التحريج في لبنان ضمن “مشروع الغابات لتحسين الحياة” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
نظمت جمعية التحريج في لبنان، برعاية قائمقام قضاء المنية ـ الضنية رولا البايع، في إطار برنامج “فايروايز”، جلسة نقاش تهدف إلى وضع خطة عمل للحد من خطر حرائق الغابات في قرى مصب قاديشا ـ نهر أبو علي، ضمن “مشروع الغابات لتحسين الحياة” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في قاعة قائمقامية قضاء المنية ـ الضنية في بلدة سير، في حضور رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، العقيد ميشال فرح ممثلاً مديرية التعاون العسكري والمدني في الجيش اللبناني، ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء وعناصر مراكز الدفاع المدني في بلدات بخعون وسير والسفيرة، وممثلين عن جمعيات وهيئات.
البايع
بدأت الجلسة بكلمة ألقتها البايع عبرت فيها عن سعادتها “لاستضافة الحاضرين في مركز قائمقامية قضاء المنية ـ الضنية، في ظل الأزمات والصعوبات الكبيرة التي يعاني منها الوطن والمواطن، إلا أن موضوع الإهتمام بالغابات وحمايتها من خطر إندلاع الحرائق هو مسؤولية وطنية وجب علينا جميعاً القيام بها، من منطلق أن الحفاظ على وجود الإنسان وديمومته مرتبط بحماية الطبيعة والبيئة المحيطة به”.
وأكدت أنه “لا بد هنا من التوجه بالشكر إلى جمعية التحريج بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على هذه المبادرة الكريمة من خلال التنسيق والدعوة لحضور هذا اللقاء، وحيث سبق وقامت بتنفيذ عدة مشاريع في هذا الإطار في القضاء، وهي حالياً بصدد وضع خطة عمل بالتنسيق مع البلديات المعنية بهدف التوعية والتدريب للحد من مخاطر إندلاع الحرائق في الغابات، لا سيما وأن بلدياتنا تفتقر إلى الخبرة في هذا المجال لجهة النقص في العناصر البشرية المدربة، وعدم توفر المعدات اللازمة نتيجة ضعف الإمكانات المادية، حيث لا يوجد طرق أو مسالك ضمن الغابات لتأمين وصول آليات الدفاع المدني بالسرعة المطلوبة، وعدم توفر مآخذ للمياه في معظم القرى، بالإضافة إلى غياب التنسيق بين الأجهزة المعنية”.
وأضافت: “إن هذا الأمر نتج عنه إندلاع الحرائق بصورة مستمرة خلال فصل الصيف، وقضى على مساحات كبيرة من الغابات والأحراج التي تعتبر من المقومات الأساسية للسياحة البيئية في المنطقة”.
وختمت: “من هنا نشدد على أهمية التوعية والتدريب في هذا المجال، وأتمنى على جميع رؤساء البلديات والمخاتير التعاون لخدمة هذا الهدف وإعطائه الأولوية”.
فرح
ثم ألقى العقيد فرح كلمة أشار فيها إلى أن “من مهامنا دعم البلديات، ونحن نحاول ذلك بقدر استطاعتنا والإمكانات المتاحة لنا، وقد أنجزنا لهذه الغاية مشاريع عديدة في مختلف المناطق اللبنانية، أغلبها بدعم وتمويل من جهات دولية مانحة”.
سعدية
وألقى سعدية كلمة لفت فيها إلى أن “خطة إدارة الغابات والأحراج أقرت منذ سنوات، إلا أنها للأسف تنفذ ببطء شديد، لكن جمعيات وهيئات تحاول أن تقوم بتنفيذ ما يندرج في إطار حماية الغابات والأحراج في لبنان. ووجودكم اليوم هنا يعني أنكم أتيتم إلى المكان الصحيح، لأنه في المنطقة تعرضت غابات وأحراج لحرائق عدة في السنوات الأخيرة، كما أنه يوجد في المنطقة بلديات ومخاتير ومراكز للدفاع المدني يمكن التعاون معهم للحد من الحرائق، ونحن نحتاج في سبيل ذلك إلى متابعة تنفيذ المشروع حتى النهاية، بعد وضع خطة العمل، برعاية القائمقام وبالتعاون مع الجيش اللبناني والدفاع المدني والهيئات والجمعيات البيئية والمجتمع المدني والأهالي وكل الجهات المعنية”.
بشارة
ثم ألقى عضو جمعية التحريج والإختصاصي في إدارة الغابات والحرائق جوزيف بشارة كلمة عرف فيها بمشروع “فايروايز”، أوضح فيها أنه “قمنا بتنفيذ مشاريع سابقة في الضنية لحماية الغابات والأحراج وفي مجال السياحة البيئية، كما قمنا بحملات تحريج، بمشاركة من شركات خاصة قدمت دعمها لنا وإشراك المجتمع المحلي في عملنا للوقاية من خطر الحرائق، واقتراح حلول لهذه المشكلة”، لافتاً إلى أن “لبنان من البلدان القليلة في العالم التي يوجد على علمها شجرة، لذلك علينا حماية بيئتنا، وإذا لم نفعل سنخسر للأسف ثروتنا الحرجية، وحتى الآن ما يزال الوقت لصالحنا”.
وأشار إلى “إيجابيات إشراك المجتمع المحلي، لأنه سيحول قضية البيئة إلى شأن عام، ونحن نعمل في هذا الإطار لبناء القدرات وإشراك المرأة والتعبير عن حاجات المشروع لوضع خطة لإكمال المشروع وبناء القدرات، واستراتيجية الجمعية هي وضع خطة عمل وتحديد الأولويات ودعم البلديات، أما التنفيذ فيكون مشتركاً”، معتبراً أنه “إذا توافرت النيات والخطة لإنجاح هذا المشروع فإن التمويل يمكن تأمينه”.
الحجل
ثم ألقت مستشارة جمعية التحريج والإختصاصية البيئية أسمى الحجل كلمة تناولت فيها خطر حرائق الغابات في قرى مصب قاديشا ـ نهر أبو علي، أوضحت فيها أن “حرائق الغابات في لبنان أمر طبيعي، لكن هذه الحرائق إرتفعت بشكل كبير منذ التسعينات، بسبب الإهمال، إلى جانب التمدد العمراني وتغيير إستعمال الأراضي والتغيير المناخي”، مشيرة إلى أن “90 في المئة من الحرائق التي تندلع في لبنان ناتجة عن عوامل بشرية، مباشرة أو غير مباشرة، وأنه في عام 2019 وحده قضت الحرائق على 2679 هكتاراً من الغابات والأحراج التي خسرها لبنان”.
ولفتت إلى أن الجمعية “أنجزت، بالتعاون مع جامعة البلمند، دراسة حول حرائق الغابات في قرى مصب قاديشا ـ نهر أبو علي، لأن مجاري الأنهر هي مواقع إستراتيجية لمنع إندلاع أي حرائق ومنع تمددها، إذ يتواجد على ضفتي النهر 134 بلدة وقرية موزعة بين أقضية بشري وزغرتا والضنية، وتقارب مساحة الغابات والأحراج فيها قرابة 60 ألف هكتاراً”.
وأشارت إلى أنه “يجب إدارة الغطاء النباتي والعناية به بهدف الحد من مخاطر الحرائق وحماية المنازل والسكان، واتخاذ إجراءات للحد من الحرائق في البلدات والقرى المعرضة أكثر من غيرها لاحتمال إندلاع حرائق فيها، كتنظيف جوانب الطرقات والغابات من الداخل، من خلال عمليات تشحيل مدروسة، ومنع رمي النفايات فيها، وإزالة المخلفات التي يتركها المتنزهون والصيادون فيها، والتوعية المحلية وتجهيز مراكز الدفاع المدني، وعناية البلديات واهتمامهم بهذا الجانب، خصوصاً أن الحرائق تتسبب بتلوث مصادر المياه والتربة والهواء وتضرر الأراضي الزراعية منها”.
وأعقب الجلسة نقاش وطرح أفكار وعرض مقترحات.