قام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بزيارة إلى قضاء الضنية، إلى المناطق التي تعرف بالمزارع (بحويتا، عيمار، كرم المهر، كهف الملول، زغرتغرين) حيث أقيم له احتفالات واستقبالات رسمية وشعبية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يزور قضاء الضنية

864     April 20, 2016

قام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بزيارة إلى قضاء الضنية، إلى المناطق التي تعرف بالمزارع (بحويتا، عيمار، كرم المهر، كهف الملول، زغرتغرين).

استهل الوزير باسيل جولته في بلدة بحويتا في قضاء الضنية ، حيث وصلها قرابة الثامنة الا ربعا، يرافقه المنسق العام للتيار الوطني الحر الاستاذ بيار رفول، ومستشاره الاستاذ طوني ماروني، ومنسقو التيار في الاقضية الشمالية، وكان في استقبال الوزير باسيل وصحبه، رئيس اتحاد بلديات قضاء الضنية الأستاذ محمد سعدية، رئيس بلدية بحويتا انطوان الخوري، رئيس بلدية عيمار غسان معوض، مختار بلدة بحويتا مارون مخائيل، وخادم الرعية الخوري الان نصر، وحشد من ابناء البلدة.
وتوجه باسيل والوفد المرافق على الفور الى كنيسة مار جرجس في البلدة حيث ادى صلاة صغيرة، من ثم الى قاعة الكنيسة حيث تحدث رئيس البلدة انطوان الخوري مرحبا بالوزير وصحبه الكرام، وقال :"منطقة الضنية عانت الكثير من الحرمان فجاءت مبادرتكم لتعيد الثقة الى ابنائها بان هناك من يسمع من يعد وينفذ". وحمل الخوري الوزير باسيل رسالة من الاغتراب في الضنية ان "قانون استعادة الجنسية هو من حقهم، ومن حقهم ايضا الاقتراع والمشاركة في القرار السياسي، كي يشعروا ان دورهم ليس فقط بإرسال الاموال انما في تقرير مصير بلدهم".

في عيمار
شارك باسيل والوفد المرافق في قداس اقيم في كنيسة مار يوحنا المعمدان في البلدة، حضره المحامي شادي سعد ممثلا رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه، رئيس حركة الارض المحامي طلال الدويهي، رئيسا بلدية عيمار غسان معوض، وكرم المهر ميلاد اسحاق، مختار البلدة يوسف بو ملحم، وحشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.
بعد القداس اقيم حفل خطابي في باحة الكنيسة، عرف به الشاعر انطانيوس بو ملحم، من ثم تحدث رئيس بلدية عيمار غسان معوض فرحب بالوزير باسيل على زيارته، وقال:" كل ما تراه هو من عمل البلديات والمخاتير والاندية والمغتربين، انها منطقة محرومة، وكل خدماتها من نواب زغرتا، وفعالياتها، واليوم زدنا اسما هو انت يا معالي الوزير" واضاف :" نحن نعاني كثيرا من مسالة نفوس عيمار، رغم ان مركز النفوس في البلدة جاهز، ولكن لا يوجد فيه اي موظف حتى اليوم".

ثم تحدث الوزير باسيل:" احييكم جميعا، ونحن اليوم جئنا بفرح كبير لنقوم بهذه الزيارة، ونسمع منكم ونقول لكم عدة امور، لسنا بحاجة للاطمئنان عليكم، هناك من يسهر عليكم، زغرتا على كتفكم، وسليمان فرنجيه بجانبكم دائما، نحن اتينا عبركم، انتم من تمثلون نموذجا لكثير من اللبنانيين، المتروكين للحرمان، للنسيان، للاهمال، متروكين لانهم يعتبروا اطرافا. ومفهوم الاطراف، الذي يعتبره البعض ثانويا، والجسم بالعقل والقلب من دون اليد والرجل، لا قيمة له، على كل انتم تمثلون شريحة من اللبنانيين يشعرون بانهم مهمشين، بالخدمة، بالصوت، والهوية. بالخدمة كون الدولة غائبة عنكم، بالصوت كون صوتكم ليس معتبرا، ومظلومين بطريقة الانتخاب، وبالهوية لاني علمت ان اكثر من ثلاثة ارباع اهالي المنطقة هم في الاغتراب. وعندما قررت المجيء الى هنا، سمعت كلاما كثيرا ان المنطقة هنا فارغة من اهلها، وايضا حدثوني عن مخاوف من ظروف امنية، وانا أصريت على المجيء اليوم، وسآتي خلال الصيف، وكل سنة. والكلام يبقى نفسه لان المعاناة هي نفسها، لأنا في منطقة ترمز للمعاناة التي عشناها في البلد حتى استطعنا البقاء، ودفعنا الكثير من الدماء والتضحيات والقناعات وبقينا على ثوابتنا، لاننا نمتلك فهمنا ورسالتنا لهذا للبلد، وما هو دورنا فيه. وانتم المكان المناسب الذي اتوجه من خلاله الى كل اللبنانيين المقيمين والمغتربين، ومن هم مسؤولين ومن هم متفرجين، من هم ناشطين ومن هم غير متحمسين. في النهاية كلنا ندفع ثمن المعاناة التي نعيشها، واسنا وحدنا مسؤولين عنها، مسؤولين عن قسم كبير منها، لأننا نتحمل تبعات ومشاكل الاخرين، وتبقى الحلول على الاقل بما يعنينا، عندنا، وعندما نعود الى قرارنا الحر، نأخذ القرار الذي على اساسه نرى فيه كيف سيكون لبنان".
اضاف الوزير باسيل:" لن يكون هناك تشريع في البلد، اذا نحن كنا على قارعة الطريق، ولن يكون هناك بالمبدأ مجلس نيابي بقانون انتخابي، لا يعطينا تمثيلنا الحقيقي، حتى في هذا المجلس النيابي، لن يكون هناك تشريع مع القول ان المسيحيين يريدون هذا القانون، انتم تفهمون جيدا معنى الاغتراب، وكيف ان الانسان يترك بلده في ظروف صعبة، ليحرمه بلده من جنسيته، ويكون هناك اعتراف بهويته، وهذا ايضا لا يوجد فيه تحد لاحد، او اتهام لاحد، ولا لزوم لاي احد ان يرد علينا فيه....."

وتابع الوزير باسيل يقول:" في هذا الوقت الذي يقوم فيه داعش بتهجيرنا، وبتهديم كنائسنا وجوامعنا، ويرفض ان نكون على ارضنا ويهجرنا جماعيا، ونشهد ايضا خطر التوطين والنزوح السوري، في هذا الوقت هناك من يرفض اعطاءنا قانون استعادة الجنسية لكل اللبنانيين، ولكل لبنان، حتى يقول للبنانيين الاصيلين انتم لا جنسية لكم، ولغير اللبنانيين تعالوا واحصلوا على الجنسية، اما بمرسوم تجنيس منذ 1995، اما بإجراءات ومعاملات مؤقتة، تهيؤكم لهذا الحق المدني، ولا اعتقد ان هناك موضوعا اكثر ضرورة للتشريع واكثر الحاحا ووطنيا من هذا الموضوع، واذا كان هناك من لزوم للتشريع، فهذا هو الموضوع الذي يطمئننا، اننا لسنا في مؤسسة، نترك جانبا، على مدى 13 سنة".
واردف باسيل:" لن يكون هناك حكومة لا تقوم بتعيينات امنية، لنكن واضحين، ولا تعينات امنية ليس لنا الكلمة فيها، هذه القضايا اما ان تحسم الان وبوضوح، او "دعونا ندخل الى المشكل منذ الان..."

وشدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل انه:" لن يكون هناك جيش من دون قيادة شرعية ومن دون ابطال الجيش الذين وقفوا ودافعوا عنا وسيبقون سياج الوطن. ومن يريد ان يطلب شرعية على الارض يجب ان يكون شرعي، وقال :"ان الشرعية المأخوذة من الشعب كله للجيش اللبناني لا يمكن لاحد ان يمس بها، هذه المؤسسة التي نركع امامها، وامام تضحياتها، لا يجوز ادخالها في هكذا الاعيب دستورية وقانونية".

ختم:" نحن نعيش هذا الاختبار الكبير ونقدمه الى الاغتراب الناجح، الذي يبرهن للعالم انه قادر، بمسيحييه ومسلميه، في وقت يعاني العالم مشكلة كبرى هي القدرة على التأقلم، اما نحن في لبنان نتغلب عليها، لأن مغتربينا اعطوا صورة عن بالنجاح والقدرة على الاندماج، وعاشوا تناقضا بين انتمائهم وحبهم لوطنهم الام لبنان، وللوطن الذي احتضنهم. نحن لن نتنكر لهم، ونقول لكم ان 25% من عائدات لبنان هي من الاغتراب، فهم ليسوا سلعة وحاجة مادية فقط تستعمل، انما لهم حقوق من خلال التصويت، واعطائهم الجنسية، بالحصول على اوراقهم الثبوتية كي يتسجلوا، وهي حق لهم. ان اقل ما يقال هو ان نعطي هذه الحقوق لهم، نحن بلد قادر على تقديم خدمات حضارية تشبهنا، وعلى هذا الاساس نحن هنا نتلاقى لنجدد الوعد لنا وللاغتراب، ونجدد لهم انا لن نسكت عن هذه القضية، لانها حق لكل لبناني مغترب، يحمل اسم لبنان ويسعى لاستمرار لبنان".

كرم المهر
من بحويتا توجه الوزير باسيل وصحبه الى بلدة كرم المهر في قضاء الضنية، حيث كان في استقباله محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس البلدية ميلاد اسحاق، وخادم الرعية يوسف بشاره، وحشد من اهالي البلدة. وتحدث رئيس البلدية مرحبا الوزير الضيف والمحافظ نهرا، كذلك رحب الخوري بشاره بالضيوف مثنيا على اعمال الوزير باسيل وجهوده، وقال ”لا تمييز بين مسلم ومسيحي، وعندما يتعرض الوطن للأخطار نقف جميعا صفا واحدا لدرء المخاطر". ثم تحدث باسيل فاعتبر ان "الاولوية هي استعادة الجنسية لأول مواطن ترك لبنان منذ اكثر من 150، مشددا على الوحدة الوطنية، وقال باسيل:" خلال دخول الى البلدة لفت نظري هو لافتة رفعت كتب عليها ساعدونا كي نتجذر وليس لنتهجر". واضاف:" نحن لا نتنكر لشعبنا، لأننا نكون نتنكر لأنفسنا وهو اقل ما نقدمه له، ويجب ان نتعالى عن الزواريب الصغيرة لأنه لدينا اهداف كبيرة".
واضاف باسيل:" لست قلقا من الحركات التكفيرية، لأننا شعب لديه القدرة على رفض التكفير ولان ثقافتنا تتناقض مع الفكر التكفيري، وخوفنا ليس من التكفير الهمجي الداعشي بل ان الخوف هو من التكفير السياسي، يريدون اقتلاعنا من ارضنا، ومحاولة استبدالنا بشعوب اخرى، لكننا نؤمن بلبنان الشعب والهوية، وطالما نحن نبني مثل هذه القلاع فلا نخاف على جذورنا ووجودنا". وتابع باسيل:" نحن نعمل لاسترداد شعبنا وهويتنا وناسنا، واسترداد حقوق اللبنانيين، وتمثيلهم السياسي، ولنرد للبنان هويته. وان الشعب الذي لا ينتج هو معرض للهجرة".

كهف الملول
ثم انتقل الوزير باسيل وصحبه الى بلدة كهف الملول حيث استقبل بالترحاب ونثر الورد والارز ونحر الخراف، وانتقل الى قاعة كنيسة السيدة في البلدة حيث كانت كلمة ترحيبية للشاعر طوني ايوب، من ثم تحدث الوزير باسيل اسف فيها ان "تكون هذه المناطق الصغيرة والفقيرة تحتسب دائما بالأصوات، من هنا نحن نطالب دائما بدوائر كبيرة حتى يصبح الصوت مسموعا".
من هناك كانت للوزير باسيل وصحبه وقفة في مزار القديس شربل في البلدة.

زغرتغرين
قبل ان يختم جولته في بلدة زغرتغرين في القضاء حيث زار كنيسة مار جرجس في البلدة وكانت كلمة ترحيبية من الانسة غراسيا بطرس تحدثت فيها عن "حاجات البلدة التي تعاني نقصا حادا في الخدمات اهمها المياه". ورد الوزير باسيل بكلمة اشاد في خلالها بالصرح الديني الذي نحن في داخله متمنيا ان تكون الكنيسة للبشر وليس فقط للحجر". وقال "لا يمكن ان نتصدى للإرهاب وهناك بعض من الناس يطعننا من الخلف، صحيح ان الحياة اسهل في الخارج ولكن ليست اجمل من لبنان، وهذا فعل ايمان، نحن باقون ونحافظ على هذا البلد ووجود الاغتراب هو شريان للصمود والبقاء". وختم باسيل يقول:" منذ زمان كان القتل بالسيف، من ثم القتل بالتجويع، واليوم اصبح القتل بالتهميش".