مهرجان ″عالضنية لاقونا″: ″بروفة″ أولى واعدة…
أكثر من علامة إرتياح وفرح بدت على وجوه المنظمين والحضور الكبير واللافت الذي توافد إلى منطقة الفيلات في بخعون، لمشاهدة المهرجان الفنّي الذي أحياه الفنان الضنّاوي ـ إبن بلدة عاصون ـ فادي مقدسي، تحت شعار ″عالضنية لاقونا″، وهو إرتياح عكس النجاح الذي حققه المهرجان، ومهّد للتطلع لأن يكون مقدمة لمهرجانات أخرى مشابهة، بعدما تبين أن الضنية متعطشة لهكذا نشاطات.
على مدى أكثر من ساعتين ونصف تقريباً، من الساعة العاشرة حتى الساعة الثانية عشرة ونصف من بعد منتصف ليل الأحد، قدّم مقدسي باقة متنوعة من الأغاني والوصلات الموسيقية، لاقت إستحسان الجمهور الذي تجاوب معها وسط أجواء صيفية ممتعة.
قبل انطلاق المهرجان، وطيلة يوم الأحد تحديداً، إنهمك المنظمون في تحضير المكان الذي أقيم فيه المهرجان في الهواء الطلق، من خلال نصبهم المسرح الرئيسي ومعدات الإضاءة ومكبرات الصوت، فضلاً عن صف أرتال الكراسي التي لم تتسع لمئات المواطنين الذين توافدوا إلى المكان قبل نحو ساعتين من إنطلاق المهرجان، كون الدخول كان مفتوحاً ومجاناً أمامهم، وتابع أغلبهم فعالياته وقوفاً، في ظلّ إجراءات تنظيمية أسهم فيها إتحاد بلديات الضنية وبلدية بخعون، ومواكبة أمنية أشرف عليها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وعناصر شرطة الإتحاد والبلدية.
بعد أن امتلات الساحة التي أقيم فيها المهرجان بالحضور، الذي تقدّمه النائب جهاد الصمد وعقيلته، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، والأمين العام للمنتدى الثقافي في الضنية أحمد يوسف، ورئيس بلدية بخعون زياد جمال، بدأ المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه منار عبيد التي ألقت كلمة ترحيبية أكدت فيها أنه ″في الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة، حيث نعيش أياماً فضيلة ونحن عشية عيد الأضحى المبارك وعيد إنتقال السيدة العذراء مريم، نوجّه من على هذا المنبر رسالة محبة وسلام من الضنية لكل الوطن، وكل عام وأنتم بخير″، لافتة إلى أن فعالية ″عالضنية لاقونا″ حققت الحلم، والخطوة الأولى في طريق الألف ميل، والضنية ″بيلبقلا الفرح″، فهي مرتع السلام، وليلتنا اليوم هي خطوة أولى ستُستكمل بمشاريع أخرى″.
إنتهى المهرجان وانفضّ الحضور، لكن الإرتياح الذي تركه وراءه سيستمر طويلاً، وهو ما عبّرت عنه زوجة النائب الصمد السيدة بشرى، المشرفة على تنظيم المهرجان، والتي أوضحت لـ″سفير الشمال″، أن ″فكرة المهرجان ولدت سريعاً، وقد تعاملنا معها بحذر وهدوء كونها أول تجربة لنا، وأول مهرجان تشهده الضنية منذ سنوات، كما أردنا أن يحيي المهرجان فنان من الضنية فكان اختيار فادي مقدسي الذي تجاوب مع الفكرة وأبدى ترحيبه بها″.
وأشارت إلى أن ″نجاح المهرجان سيدفعنا بلا شك لتنظيم نشاطات أخرى مختلفة، فنية وثقافية وإجتماعية وتربوية″، متوجهة ″بالشكر إلى المنظمين، وعلى رأسهم بلدية بخعون واتحاد بلديات الضنية، والجنود المجهولين من شبان وشابات تعبوا وسهروا حتى يحقق المهرجان النجاح المطلوب، منوهة بدعم وجها النائب جهاد الصمد.″
بدوره، اعتبر رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية إرتياحه لما حققه المهرجان من نجاح، ومنوّهاً ″بالدور الذي قامت به بلدية بخعون والسيدة بشرى الصمد في سبيل ذلك″، ومتمنياً أن ″تنتشر هذه الظاهرة وتعمم في كل بلدات وقرى الضنية، لأنها دليل حضارة ورقي″.
واعتبر سعدية أن ″من شأن هكذا نشاطات ومناسبات أن ترفع المستوى الثقافي والفني في الضنية، التي هي منطقة السلام والأمان″، متمنياً من ″بقية الزملاء من رؤساء بلديات في الضنية أن يحذوا حذو بلدية بخعون، من أجل أن نرسم البسمة على وجوه المواطنين، بعدما أنهكتهم سنوات الجور والحرمان″.
أما رئيس بلدية بخعون زياد جمال، فأوضح أن بلديته ″دأبت طيلة السنوات الماضية، وهي أخذت على عاتقها، رعاية مختلف النشاطات في بخعون والضنية بالتعاون مع إتحاد البلديات، ومهرجان ″هالضنية لاقونا″ كان خطوة أولى في هذا المجال، ستساعد في تنظيم مهرجانات في مختلف بلدات وقرى الضنية، بهدف الإضاءة على وضعها السياحي والثقافي والإجتماعي، وأن الضنية المنطقة الهادئة والآمنة تريد من خلال هذه المهرجانات أن تبعث برسالة سلام ومحبة إلى كل الوطن″.
وأضاف: ″أردنا من خلال هذا المهرجان والنشاطات الأخرى، أن نعكس هوية الضنية الجميلة والهادئة والوادعة، التي تعيش على أطراف الحرمان، بعدما أهملتها الدولة طيلة عقود وسنوات، ولكنها عضت على الجرح، وانتفضت لكي تأخذ دورها في صياغة النسيج الوطني، والمشاركة في دورة الحياة الثقافية والسياحية في لبنان″.