" اتحاد بلديات الضنية يكرم رئيس بلدية بحويتا أفقا بشناتا "

883     October 07, 2019

رعى اتحاد بلديات الضنية حفلاً تكريمياً لرئيس بلدية بحويتا أفقا بشناتا السيد انطون الخوري بالتعاون مع البلدية ونادي شبيبة بحويتا برعاية المطران جورج ابو جودة وبحضور قائمقام المنية الضنية ، رئيس اتحاد بلديات الضنية، مطارنة، رؤساء بلديات، مخاتير وفعاليات البلدة ، تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن انجازات بلدية بحويتا وكلمات للقييمين على الحفل ووضع حجر الأساس لمنتزه " أنطون الخوري"،

كان للرئيس سعدية كلمة من القلب الى القلب رحب فيها بالجميع وشكرهم على حضورهم، واعتبر ان تكريم الرئيس انطون خوري إنما هو تكريم يمثله لشخصه وتكريم للاتحاد للدور المهم الذي يقوم به، فهو محبوب بين زملائه معروف بتفانيه والتزامه وصدقه، ساهر على راحة أهله، ومحبة الناس له تشهد له برفعة أخلاقه وسماحة روحه. وتكريمه اليوم ليس الاول لأنه يستحق التكريم فهو حمل إرث أجداده وصان الامانة فكانت بلدته نموذجية شاهدة على عطاءاته.
وختم كلمته بحتمية دعم الاتحاد له لانه داعم للاتحاد ولعمل الخير واعتبر ان ما يربطه بشخص الرئيس انطون وبلدته بحويتا اعمق من العلاقات الرسمية وتمنى له دوام الاستمرار..

وفي كلمة لعائلة المحتفى به:

"في البدء كانت الفكرة، والفكرة صارت حقيقة
ووجدَت في قلب الريّس محمّد سعديّة رئيس اتحاد بلديّات الضنيّة، صدًى لتحقيقِها. هوالّذي سارعَ بالقول: "أنطون خيّي وأنا بدّي كرّمو".
لطالما شعَرْنا في قلبِ العائلة بأنَّ هذا الكمَّ من الطيبة والحُبِّ والرقّةِ واللّطف والكَرَم الّذي سَكبَه الله عليك يا والدي الحنون،لا بدَّ أن يكسِرَ الحواجزَ ويُحطّمَ الأسوارَ ويبزُغ َبقوةٍ ليَشعَّ من حولك وينتَشرَ نورُه ليتَخطَّى نِطاقَ العائلة والبلدة.
وكم شعَرنا بغيرةِ الأطفال الّذين يرفضون تَقاسمَ الحُبِّ الوالدي مع أحد.
كُنّا جدًّا واثقين، من أنَّ هذا اليومُ آتٍ لا محال.
لقد وهبَكَ الله طاقةَ حبٍّ وعطاءٍ تخّطَّت جُدرانَ البيتِ، وأسوارَ الضيعةِ لتصلَ إلى كلِّ من التقيتَ به أو مَن سَمعَ عنك ويَنعمُ بدفءِ حنانِك كلُّ قلب.
أنظرُ في بحرعينيك الواسعتين، لأستلهمَ كلمتي:
أنت الوالدُ الحنونُ، صاحبُ النظرات الهادئة، التي تخفي أملاً وحبًا وعطاء.
قلبُك الرقيقُ ما تردَّدَ يومًا في الاسْراعِ لمساعدةِ مُحتاجٍ وإغاثةِ متألّم.
أنتَ المعلّمُ المثالُ لنا في احترامِ الصغير والكبير.
أنتَ صاحبُ النخوةِ والرجلِ الزاخر حماسةً، تُضاهي حماسةَ الشباب.
أنت الشيخُ الجليل المتمَتّعُ بالحكمة والرأي الصائب.
أشكر الله على ما حَباكَ من النعمِ والفضائل، الّتي زرعتَها فينا، ونثَرتَها كالعطرِ الطيّبِ من حَولك.
باسمِ كاهنِ الرعيّة، وباسم العائلة، وأبناء بحويتا، أشكرُ سيادةَ الحبرِ الجليل المطران جورج بو جوده راعي الأبرشيّة، الّذي تكرّمَ ورعى احتفال التكريم هذا، بعاطفته الأبويّة.
كما أشكرُ صاحبَ السيادة المطران بولس روحانا النائب البطريركي العامّ على أبرشيّة صربا السامي الاحترام والّذي تربِطُه بالعائلةِ صداقةٌ متينة.
أشكر سعادة القائم مقام السيّدة رولا البايع التي شرّفتنا بحضورها المميّز.
أشكر حضرة الرئيس محمّد سعديّة الّذي تبنّى هذا المشروع مؤكداً مرّة أخرى احترامه لنزاهتك واندفاعك لخدمة الشأن العامّ، بفضلك ريّس محمد، صارت الفكرة اليوم حقيقة!
كما يطيبُ لي، أن أشكرَ رؤساءِ البلديّات الكرام الّذين يؤكدون بحضورِهم ولفتَتِهم أنَّ بحويتا في قلبِ الضنيّة.
أشكرُ أصحابَ المعالي الوزراءَ القيّمين على الوزارات المعنيّة الّذين لم يَرفُضوا له طلبّا سيّما وأنَّهم ما إن عَرفوا أنّه شقيقَ المطران جوزف خوري حتّى استقبلوه بالترحيب والتقدير " بفوت لعندن باسم خيّي المطران"، " وعَ اسمو وصيتو الحلو اشتغلت ونجحت".
وباسمِ العائلة، وباسم بيار وشربل وكاتيا إخوتي الذين تغيّبوا قصراً عن هذه المناسبة الغالية على قلبنا، أشكرُ أبناء بحويتا الأحباء، الغيورين، الّذين أحبّوكَ وقدَّروكَ، وسارَعوا إلى المساهمة بالتحضيرات، والمشاركةِ في تكريمِ ابنِ بحويتا الأمين والوفي، تقديراً منهم لجهودِك وعرفانًا بالجميل. شكرًا لعاطفتكم ولشهامَتكُم.
أشكرُ جميعَ الأصدقاء الأحباء، الآتينَ من الجوارِ القريبِ والبعيد، مرورًا بمغدوشة وصولاً إلى سيدني وكندا. لكم منّا يا أحبّا، الشكرَ الجزيل والتقديرَ الكبير، لغَيرتِكم ومشاعرِكُم الصادقة.
هنيئاً لنا بك، نحن أبناءَك وبناتِك، لأنّنا نحملُ اسمَك بفخرٍ،
هنيئاً لبحويتا بلدتِك التّي تحبّ.
هنيئاً لك يا صاحبَ القلبِ الكبيرِ والكفِّ النظيف بهذا التكريم، ولتبقى بنعمةِ الله وبركتِه، كالخميرِ في العجين.
أبي، إنّنا نعتزُّ بك، نفتخرُ بإنسانيتك، ونكبرُ باسمك.
أطال الله بعمرك، وأدامك للخدمة العامّة.
عشتم، عاشت بحويتا في قلب الضنيّة وعاش لبنان."

تبعها كلمة للمطران أبو جودة جاء فيها :

" أودّ في بادئ الأمر أن أُوجّه كلمة شكر وتقدير لحضرة الأستاذ محمّد سعديّة، رئيس إتّحاد البلدايّات في الضنيّه، على المبادرة التي أخذها بالدّعوة لتكريم السيّد أنطوان رزق الله الخوري، رئيس بلدية بحويتا، وإلى تخصيص حديقة بإسمه، تعبيراً عن تقديره لكل ما قام به في خدمته كرئيس للبلدية التي كرّس وقته لتنميتها وتجميلها، والمحافظة على بيئتها نظراً لما تتمتّع به من جمال طبيعي في هذه المنطقة المحبوبة من قضاء الضنيه ومن لبنان.

يتكلّم بولس الرسول في رسالته إلى أهل قورنثية عن التكامل بين الأعضاء في الجسد ويقول إنّ الجسد واحد وله أعضاء كثيرة، وإنّ أعضاء الجسد كلّها على كثرتها ليست إلاّ جسداً واحداً. فليس الجسد عضواً واحداً بل جملة أعضاء؛ فلو قالت الرِجل لستُ يداً فما أنا من الجسد، أتُراها لا تُعدُّ من الجسد؟ ولو قالت الأُذن: لستُ عيناً فما أنا من الجسد، أتُراها لا تُعدُّ من الجسد؟ فلو كان الجسد كلّه عيناً فأين السمع ولو كان كلّه أُذناً فأين الشم؟ (1قور 12/12-15).
أستلهم هذا الكلام من الرسول بولس لأُحاول أن أُطبّقه على المجتمع البشري الذي نعيش فيه. فإنّنا كلّنا أعضاء في هذا المجتمع ولكل واحد منّا مسؤوليّته وعلى كل واحد منّا واجباته. فإذا أستأثر البعض بالمسؤوليّة وإحتكروها لأنفسهم ينهار المجتمع ويصل إلى الخراب، أمّا إذا تحمّل كل واحد مسؤوليّته فينمو المجتمع ويتكامل. وهذا ما يحصل في المجتمعات المتطوّرة وما يحصل عكسه تماماً في المجتمعات المتأخّرة.

تطوير المجتمع المدني وتنميته هي مسؤوليّة الجميع، وعلى الجميع المساهمة للقيام بهذا الواجب، أكان ذلك في المجتمع الواسع،على الصعيد الوطني، أم على المجتمع الضيّق على مستوى القرية والبلدة والمدينة. وقد لحظت الدساتير والقوانين شرائع وقوانين تنظّم هذه المسؤوليّات وتُشرك الجميع فيها.

فعلى صعيد الأحوال والأمور الشخصيّة يُنتخب البعض كمخاتير للقيام بهذا الدور، وعلى صعيد الأمور المتعلّقة بالتنمية والتنظيم المدني وتأمين ضروريّات الحياة اليوميّة للمواطنين تلحظ القوانين إيجاد البلديّات لتكون السلطات المحليّة للقيام بهذه الواجبات. وقد لَحَظ الدستور اللبناني مثلاً، منذ صدوره وبعد مؤتمر الطائف إعتماد اللآمركزيّة الإداريّة للقيام بذلك. لكنّ الذي يحصل عندنا، لسوء الحظ لا يأخذ هذه الأمور بجديّة فما زالت اللآمركزيّة الإداريّة في تنظيم حياة المواطنين غير معتمدة، ولذلك نرى الفوضى تعمّ، والأفراد والمجموعات تستأثر بهذه الأمور. فلنأخذ مثلاً قضيّة الكهرباء التي يعاني من عدم وجودها المواطنون لأنّ مجموعات صغيرة تؤمّنها كما تريد وبشروطها للمواطنين ولا تسمح للدولة القيام بمسؤوليّتها على هذا الصعيد. إنّها سياسة البواخر المستأجرة التي تُكلّف الدولة الملايين، وسياسة أصحاب المولّدات الذين يكدّسون الثروات من خلال تنظيمهم لهذه الأمور.

ولنأخذ كذلك، وفي هذه الأيام بالذّات وفي مناطقنا الشماليّة بصورة خاصة، قضية النفايات، التي تستفيد منها البلدان الأخرى لتوليد الطاقة البديلة وتدوير النفايات الصلبة، وتحويلها إلى سماد يُستعمل للزراعة، بينما هي عندنا تشوّه بيئتنا وتؤثّر على مياهنا الجوفيّة وإنّنا ما زلنا نراها مكدّسة في شوارع بلداتنا وقرانا تسرح فيها الجرذان والفئران وتطير منها البراغش والذباب لتسبّب الأمراض لنا ولأولادنا وتنبعث منها الروائح الكريهة ترغمنا على سد أنوفنا للتخلّص منها إذا إستطعنا لذلك سبيلاً.

إنّنا، بهذه المناسبة نوجّه النداءات الملحّة للمسؤولين السياسيّين والمدنيّين ونطلب منهم بإلحاح أن يضعوا خلافاتهم ومصالحهم الشخصيّة جانباً ويهتمّوا جدّياً بأمور المواطنين ونقول لهم إنّ الشعب اللبناني طويل البال ومسامح وغفور، لكن إحذروا ثورته عندما تبقى الأمور على حالها وتتهدّد صحة وحياة أولاده.

أن نحتفل اليوم بتكريم أحد المسؤولين الذين يعملون بصمت ولكن بفعاليّة على معالجة هذه الأمور، في هذه البلدة الصغيرة والجميلة، رئيس بلديتها السيّد أنطوان رزق الله الخوري، بالتعاون مع رئيس إتّحاد البلديات في هذه المنطقة العزيزة من لبنان الأستاذ محمّد سعدية. فقد إنتُخب السيّد أنطوان لدورتين متتاليتين رئيساً للبلديّة منذ تأسيسها وبالإجماع. فبدأ العمل بجد وحماسة في تنظيم ومعالجة أمورها وتأمين ضروريّات الحياة لمواطنيها، فأطلق المشاريع المفيدة لبحويتا وجوارها، فنقل بلدته من واقع بدائي على صعيد الخدمات العامة إلى وضع أفضل في مجال العمران والصحّة. وكنتُ أراه دائماً وهو يحمل الملفّات وينتقل بين الدوائر الحكوميّة ليؤمّن الظروف والإمكانيّات المتوفّرة فيها، وهو لا يتقاضى أي بدل أو أجر، بل يساهم من جيبه عندما يقتضي الأمر. وهذا ما حصل وعندما قامت لجنة الوقف في الكنيسة بترميمها بهمّة خادمها، الخوري الآن نصر. ويطيب لنا، بالمناسبة أن ننوّه بما قام به في خدمة هذه الرعيّة جدّه الخوري أنطونيوس، وبصورة غير مباشرة شقيقه المثلّث الرحمات المطران جوزف، من خلال عمله في الدوائر الفاتيكانيّة أولاً ثم من خلال خدمته الأُسقفيّة في أوروبا أولاً ثم في أبرشيّة كندا المارونيّة.

في الختام يطيب لنا أن نكرّر عبارة نقولها في الإحتفالات الليتورجيّة، عندما يرقّى أو يُكرّم أحد الكهنة أو الأساقفة لدرجة أعلى، إذ ينشد المؤمنون ويقولون : إنّه حقاً مستحق...

ونحن اليوم بهذه المناسبة مع هذا الجمع الحاضر ومع أهالي بحويتا نقول لك يا أنطوان إنّك حقاً مستحق، إنّك حقاً مستحق لهذا التكريم.

واختتم الاحتفال بتكريم لرئيس اتحاد بلديات الضنية تبعه حفل الكوكتيل