رسالة معايدة بمناسبة السنة الجديدة


President

زملائي واصدقائي،

دعوني أعبر عن سعادتي بارسال هذه المعايدة كرئيس لمنظمة المدن المتحدة والادارات المحلية في منطقة الشرق الاوسط وغرب اسيا UCLG-MEWA ,ونائب رئيس منظمة المدن المتحدة والادارات المحلية في العالم  UCLG-WORLD بمناسبة انتهاء عام 2020.

لا شك أن سنة 2020 كانت سنة إستثنائية على كافة الاصعدة وحملت تحديات جمة بمعطيات أيضا  إستثنائية جبرتنا مرات عديدة على تغيير مسارنا وتعديل خطتنا ليس فقط تجاه أنفسنا وعلاقاتنا مع بعضنا  ولكن أيضا تجاه وجودنا على هذا الكوكب. ولعل الحدث الابرز الذي ترك هذه البصمة الفارقة التي غيرت وجه العالم بما لايحمل الريبة هو جائحة كورونا.

إن جائحة كورونا ليست مجرد وباء فرض علينا ولكنها كانت حالة دعتنا الى التفكر في ترتيب أولوياتنا على هذا الكوكب رغم كل ما حملته من سلبيات وتحديات صعبة ولكنها أعطتنا درسا في الانسانية ودعتنا لأن نبحث عن الإيجابيات في خضم المشاكل والازمات.

فبعيدا عن خسائرنا التي تكبدناها في معركتنا مع هذا الوباء، تشكل نهاية هذه السنة دعوة الى التشبث بالجانب الايجابي والمضيئ الذي بحثنا عنه وأن نتفكر بكل الانجازات الغير اعتيادية التي تمت على كافة الاصعدة من حيث التطبيق والتفاعل والاثار. لقد سرعت جائحة كورونا من تطبيق أهداف التنمية المستدامة بمعناها الواسع والشامل والدقيق ومهدت لمواجهة الكوارث بكثير من الليونة والانسيابية وفرضت بناء مجتمعات مقاومة قادرة على الصمود أمام التحديات والازمات مهما عظمت وشددت على مبدأ التضامن بمعناه الشامل والخاص جدا فكانت ردة الفعل الدولية والمحلية مواتية لرص الصفوف والجهود من اجل سد الحاجات ومكافحة العواقب الصحية التي أرخت بثقلها على كافة القطاعات الأخرى ماحمل معنى أوسع للتضامن تخطى بمفهومه الصحي ما خص الوباء، ليطال الابعاد الثلاث لأهداف التنمية المستدامة: الاجتماعية والاقتصادية والبيئية محليا، اقليميا وعالميا.

إن الخطوات التي تمت في مواجه هذا التحدي على الصعيد العالمي والمجهود الجبار الذي قدمه المجتمع الدولي من منظمات وحكومات يستدعي الفخر والامتنان ويؤكد على أن أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الامم المتحدة وخصوصا الهدف السابع العشر الذي يؤكد على التضامن بوجه الازمات هي الطريق الصحيح لضمان معنى الانسانية.

 

 

أما على الصعيد المحلي والاقليمي فنحن كرئيس لمنظمة UCLG-MEWA ورئيس إتحاد بلديات الضنية عملنا جاهدين للإلتزام بالأجندة العالمية وسعينا لتحقيق مبدأ المواطنة لمواجهة التحديات المفروضة والتحديات الموجودة سابقا في لبنان وفي منطقة الشرق الاوسط حيث يوجد العديد من اللاجئين والمهاجرين فكان لزاما ان نركز على تثبيت هذا المفهوم بما يندرج تحت مبدأ التضامن الاجتماعي لضمان التقدم وإعلاء شان الانسانية وتطبيق مفاهيمها ليس فقط على المقيمين بل الوافدين وعدم التفرقة بين أحد.

كما أننا طبقنا معنى التضامن بين البلديات لنستطيع مواجهة مافرضته جائحة كورونا من معطيات ووقائع ولتعميم مبادئ التنمية المستدامة. إن سنة 2020 سمحت لنا بتكثيف الجهود ورص الصفوف وتسليط الضوء على الدور الفعال للمجتمع المدني لمواجهة التحديات فكانت فرصة لتثبيت المشاركة التقاربية الفعلية مع البلديات وتنشيط عملية التطوع التي من خلالها استطعنا تنفيذ الخطط الموضوعة.

الرسالة الأهم التي سطرتها 2020 بما حملته من أحداث هو العودة الى مبادئ الانسانية لانه مهما بلغ الانسان من تقدم تكنولوجي يبقى احترام الانسان وكينونته هو الهدف الاسمى لوجوده . لذلك ادعوكم زملائي الى المزيد من التضامن والعمل المشترك والمشاركة في المنصات التي نقيمها دوريا لتبادل الاراء والدروس المستلخصة وتأمين الدعم التقني من أجل مواجهة هذه التحديات المتوقعة وغير المتوقعة.

أتمنى أن تحمل سنة 2021 كل الخير والازدهار لشعبنا واوطاننا والعالم، وان يسود السلام وتعم الطمأنينة وأن نجد الحلول اللازمة لكل الازمات مهما عظمت وتباينت.

اشكركم جميعا وأخص بالشكر الامين العام ل UCLG السيدة اميليا سايز والسيد رئيس المنظمة  محمد بودرة وكل العاملين في الامانة العامة والى جميع زملائي الرؤوساء المشاركين ونواب الرئيس وروؤساء والامناء العامين للفروع القارية واشكر بنوع خاص الاخ والعامل بكل جهد وتقنية واخلاص الدكتور محمد دومان امين عام منظمة UCLG-MEWA وإلى كل فريق العمل وانا جدا فخور بكم وشكرا لجميع السادة الأعضاء.

 

وكل عام وانتم بخير